الشــــــــــــــتات الذهني والنفسي ، موضوع ساخن / أرجو المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم


الشـــــتات الذهني والنفسي " نظـــرة تأمل "


ربما ينسجم هذا الموضوع إلى حد ما مع موضوعي " العشوائية والتخبط في التفكير لدى المسلمين اليوم" لكنني هنا سأطرح الموضوع من زاوية أخرى ، زاوية أسلط فيها الضوء على أمر يخفى على غالبية الناس لأنهم لم ينعموا مرة بالحالة المعاكسة للموضوع وهو الانسجام الذهني والنفسي، لذلك يكاد يكون هذا الموضوع غريباً نوعا ماً وغير ملموس إلا أنني لن أيأس في إيصال الفكرة والتعبير عنها بلغة مفهومة قدر الإمكان ، وهنـــا أبدأ :


من خلال احتكاكي بالشباب الملتزمين وغير الملتزمين وينطبق الحال كذلك على الشابات من باب أولى ، وجدت الضياع الذهني والشتات النفسي، وأقصد بذلك ضبابية الرؤية وعدم وضوحها في معظم الموضوعات ، الدينية منها وغير الدينية ، فعندما تسأل شباب المساجد عن تصورهم للقرآن الكريم ما هو ، لا تسمع إجابة تنم عن إدراك ووعي وإنما مجرد كلام روحي وفلسفي أكثر منه واقعي ، وعندما تسألهم عن تصورهم للواقع السياسي للعالم الإسلامي أسبابه وعلاجه ، تجدهم يعولون أسباب ذلك إلى قلة الدين وترك الأمة دينها وأن الأمر لن يصلح إلا بعد امتلاء المساجد بالمصلين ، وعندما تسأل عن موضوع سوق العمل مثلاً أو عن مدى ضرورة تعليم أبناء الجالية الإسلامية في الغرب اللغة العربية فحدث ولا حرج ، قمة في التخبط وعدم وضوح الرؤية ، فبدلاً من أن يستثمر المسؤولون أوقاتهم في تعليم أطفال المسلمين الدين كمفاهيم فإنهم يضيعون أوقاتهم في تعليمهم اللغة العربية، ثم ماذا يكون بعد ذلك ؟ يبلغ الأطفال سن الحلم وهم لا يحملون من الإسلام سوى بضعة كلمات عربية فينصهرون في حضارة الغرب وينسلخون عن دينهم ، ولات حين مندم!


ما يزعجني في الأمر ليس قلة علم الشباب والشابات ، فأنا أيضاً مثلكم ، لا أمتلك ثقافة دينية أو علمية عالية ، ولكن ما يزعجني هو الرضا بالتخبط والعشوائية ، وعدم استعدادنا الشخصي للبحث العميق في المسائل التي نمر عليها في حياتنا ، لم هذا ؟ عجيب أمرنا والله ، لذلك نجد الأمة اليوم تحمل خليطاً من الأفكار والمفاهيم والعادات مما أدى إلى عدم وجود أي انسجام أو تناغم بين الفكر والسلوك.


إنني أقول إن الأمة ابتعدت منذ قرون عن الجدية في التفكير ، فأصبحت أمة غوغائية ، تجيد الكلام ولكن لا تجيد التفكير ، وأكبر دليل على ذلك واقع المثقفين منا ، شاهدوا قنوات التلفاز واسمعوا تعليقات المحللين السياسيين العرب واسمعوا آراء الكتاب والمتعلمين منهم ، هبوط فكري حاد ، بينما عندما أجلس وأستمع إلى مناظرة سياسية لرؤساء أحزاب غربيين أو أستمع إلى تعليق فكري على موضوع ما أجدهم - على الرغم من الباطل الذي هم عليه – قمة في الرقي الفكري والتسلسل المنطقي ، وقمة في الجدية ، فهم لا يبحثون موضوعاً من أجل الترف الفكري والظهور بالمظهر الثقافي على شاشات التلفاز وإنما للاستفادة منه ، بينما لو نظرنا إلى برامجنا وإلى مشايخنا وكتابنا وطلاب جامعاتنا فلا نسمع إلا هرطقات وخزعبلات كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، عدا عن التضليل الفكري والسياسي المتعمد.


إن الخلافة القادمة ستواجه الصعاب الجسام ، فعلى عاتقها سيقع محو أمية جيل أو جيلين ، فالوهن الذي فينا والجهل الذي غزا عقولنا وقسوة القلب وتبلده وحبنا للنوم واعتيادنا عليه يحتاج إلى كميات ضخمة جداً من مساحيق الغسيل القوية التي تضمن طهارة عقل وقلب الأمة من جديد ، حتى تنتظم الأمور ونعود خير أمة أخرجت للناس ، وهذا كله سيحمله أبناء أبناء المسلمين وليس نحن ، نسأل الله الكريم العفو والعافية وأن يخلصنا مما نحن فيه ، اللهم آمين ، اللهم آمين ، أترك لكم التعليق ، والسلام عليكم ورحمة الله

مشكوووووووووووور على الموضوع الشتات الذهني و النفسي يا ادمن